جهاد آخر في سبيل حقوق المرأة
حوار مع الناشطة إسراء نعماني حول "جهاد الجندر" والأنثوية النسوية:
تعتبر الكاتبة الأمريكية والناشطة المسلمة، إسراء نعماني،
من أبرز رائدات الحركة النسائية الاسلامية المعروفة بـ"الأنثوية الإسلامية"
ومن أشهر ممثِّلات "جهاد الجندر" (جهاد الجنسين). إسراء نعماني، التي عملت
مراسلة لدى صحيفة "وول ستريت جورنال"، ترى في حوار خصت به موقع قنطرة أنه
لا يوجد أي تناقض بين الإسلام والأنثوية النسوية. ألفريد هاكنسبيرغر حاور
إسراء نعماني .
إسراء نعماني: نعم، فأنا أسمع ذلك مرارًا وتكرارًا
في محاضراتي. ولكنَّهما بالنسبة لي متناسبان بشكل جيِّد. وأعتقد أنَّ
الإسلام كان في البدء دينًا مناصرًا للنزعة النسوية. والنبي محمد كان مع
النزعة النسوية، تمامًا مثل زوجته الأولى خديجة وابنته فاطمة وكذلك أيضًا
زوجته عائشة. وهم جميعًا لم يدعوا أحدًا ينحِّيهم، كما أنَّهم لم يظلوا
صامتين. وأنا لا أعتقد أنَّ النزعة النسوية الإسلامية تشكِّل تناقضًا
صريحًا.
وبالمناسبة فأنا ألتقي في جميع أنحاء العالم مدافعات عن حقوق المرأة وناشطات نسويات متديِّنات؛ من المورمونيات والكاثوليكيات والمارونيات واليهوديات المتزمِّتات وكذلك البروتستانتيات. وتجربتي علمتني أنَّه يجب على النساء في الإسلام أن يكافحن بالطاقات والديناميات نفسها التي تستخدمها السلطة الذكورية، مثلما هي الحال في جميع الديانات الأخرى.
عندما ذكرت اسمك ببساطة في حديث مع زميل لي، كانت إجابته: "آه، جهاد الجندر!". فكيف تبدو حياتك بصفتك مشهورة بذلك؟
نعماني: أرى أنَّها جيدة جدًا. وأنا فخورة جدًا بكوني محاربة أدافع عن ذلك.
ومن أجل ماذا تحارب هذه المحاربة؟
نعماني: من أجل حقوق المرأة ومن أجل العدالة الاجتماعية في الوقت نفسه. وينبغي أَلاَّ تكون النساء قوارير زجاجية لحفظ الشرف والنقاء. وينبغي أَلاَّ تتم معاقبتهن على حياتهن الجنسية، وذلك من خلال مكوثهن في غرف خلفية وفي زوايا المساجد. ولا ينبغي أن يحظر عليهن الكلام، وذلك فقط لأنَّهن يعرِّضن الرجال للغواية. وكلّ هذه الأمور هي آليات للسيطرة علينا ولمعاملتنا كمواطنين من الدرجة الثانية.
وماذا عن حجاب المرأة؟
وبالمناسبة فأنا ألتقي في جميع أنحاء العالم مدافعات عن حقوق المرأة وناشطات نسويات متديِّنات؛ من المورمونيات والكاثوليكيات والمارونيات واليهوديات المتزمِّتات وكذلك البروتستانتيات. وتجربتي علمتني أنَّه يجب على النساء في الإسلام أن يكافحن بالطاقات والديناميات نفسها التي تستخدمها السلطة الذكورية، مثلما هي الحال في جميع الديانات الأخرى.
عندما ذكرت اسمك ببساطة في حديث مع زميل لي، كانت إجابته: "آه، جهاد الجندر!". فكيف تبدو حياتك بصفتك مشهورة بذلك؟
نعماني: أرى أنَّها جيدة جدًا. وأنا فخورة جدًا بكوني محاربة أدافع عن ذلك.
ومن أجل ماذا تحارب هذه المحاربة؟
نعماني: من أجل حقوق المرأة ومن أجل العدالة الاجتماعية في الوقت نفسه. وينبغي أَلاَّ تكون النساء قوارير زجاجية لحفظ الشرف والنقاء. وينبغي أَلاَّ تتم معاقبتهن على حياتهن الجنسية، وذلك من خلال مكوثهن في غرف خلفية وفي زوايا المساجد. ولا ينبغي أن يحظر عليهن الكلام، وذلك فقط لأنَّهن يعرِّضن الرجال للغواية. وكلّ هذه الأمور هي آليات للسيطرة علينا ولمعاملتنا كمواطنين من الدرجة الثانية.
وماذا عن حجاب المرأة؟
نعماني: عندما يقوم المرء بتغطية وجه امرأة ما، يتم
تجريدها من إنسانيتها. وخلع الحجاب يشكِّل جزءًا مهمًا للغاية من جهاد
الجنسين، وذلك لأنَّنا نتغلَّب بذلك على الغباء والجهل.
ومع ذلك لقد حصلت الآن على الدعم والتأييد من أحد أعلى المراجع الإسلامية السنية؛ إذ إنَّ الشيخ محمد سيد طنطاوي، أكبر مشايخ جامعة الأزهر وصف النقاب بأنَّه غير إسلامي وطالب بحظره في جامعة القاهرة.
نعماني: بالتأكيد، من المهم جدًا بالنسبة لنا أن تتولى جامعة الأزهر دورًا قياديًا. فنحن بحاجة إلى قادة التيار الإسلامي، من أجل إعادة العقل أخيرًا إلى الدين. وأنا حقًا سعيدة لأنَّ الطنطاوي اختلف مع هذه العقيدة التي تعتبر في الحقيقة عقيدة مخيفة.
ولكن أين الضرر عندما ترغب امرأة ما في ارتداء النقاب، حتى لو كان يكشف فقط عن فتحة للرؤية؟
نعماني: هذا بالضبط ما يقال عنه في الغرب النزاهة السياسية التي تبرِّر النقاب باعتباره قرارًا تتَّخذه النساء بحرية. ولكن مع ذلك ينسى المرء أنَّ النقاب يشكِّل رمزًا لتفسير الإسلام تفسيرًا متزمِّتًا وخطرًا للغاية. وهنا يتم من خلال تفسير القرآن بشكل حرفي تبرير العنف ضدّ المرأة والاعتداءات الانتحارية، ويتم الإيعاز بعدم تكوين أي علاقات صداقة بقدر الإمكان مع أشخاص يهود ومسيحيين.
ويجب التذكير بأنَّه من غير المسموح أيضًا لكنائسنا أن تدعو إلى العنصرية. ويجب أن يتم التعامل مع الإسلام بالمعايير نفسها؛ إذ لا يستطيع أيضًا أعضاء جماعة "كو كلوكس كلان" الحصول على رخص القيادة وهم يرتدون أقنعة تغطي رؤوسهم ووجوههم.
الآن يمكن أن يقشعر شعر الكثير من المسلمات؛ لأنَّهن يرتدين النقاب أو الحجاب بفخر واعتزاز...
نعماني: لقد عرض تفسير الإسلام المتزمِّت ارتداء النقاب والحجاب على أنَّه اختيار حرّ. والشابات الأمريكيات يعتقدن أنَّهن قويات ومستقلات عندما يقمن بتغطية شعورهن أو وجوههن. وفي هذا الصدد يتم تجاهل أنَّ الأمر هنا يتعلَّق بجنسنة المرأة ووصفها بالخبث والشيطنة، لأنَّها مثلما يقال تحرف الرجال عن الطريق الصحيح.
سمعت عدة مرات من نساء مسلمات أنَّ للحجاب وظيفة مثل الوقاية من تحرشات الرجال الجنسية...
ومع ذلك لقد حصلت الآن على الدعم والتأييد من أحد أعلى المراجع الإسلامية السنية؛ إذ إنَّ الشيخ محمد سيد طنطاوي، أكبر مشايخ جامعة الأزهر وصف النقاب بأنَّه غير إسلامي وطالب بحظره في جامعة القاهرة.
نعماني: بالتأكيد، من المهم جدًا بالنسبة لنا أن تتولى جامعة الأزهر دورًا قياديًا. فنحن بحاجة إلى قادة التيار الإسلامي، من أجل إعادة العقل أخيرًا إلى الدين. وأنا حقًا سعيدة لأنَّ الطنطاوي اختلف مع هذه العقيدة التي تعتبر في الحقيقة عقيدة مخيفة.
ولكن أين الضرر عندما ترغب امرأة ما في ارتداء النقاب، حتى لو كان يكشف فقط عن فتحة للرؤية؟
نعماني: هذا بالضبط ما يقال عنه في الغرب النزاهة السياسية التي تبرِّر النقاب باعتباره قرارًا تتَّخذه النساء بحرية. ولكن مع ذلك ينسى المرء أنَّ النقاب يشكِّل رمزًا لتفسير الإسلام تفسيرًا متزمِّتًا وخطرًا للغاية. وهنا يتم من خلال تفسير القرآن بشكل حرفي تبرير العنف ضدّ المرأة والاعتداءات الانتحارية، ويتم الإيعاز بعدم تكوين أي علاقات صداقة بقدر الإمكان مع أشخاص يهود ومسيحيين.
ويجب التذكير بأنَّه من غير المسموح أيضًا لكنائسنا أن تدعو إلى العنصرية. ويجب أن يتم التعامل مع الإسلام بالمعايير نفسها؛ إذ لا يستطيع أيضًا أعضاء جماعة "كو كلوكس كلان" الحصول على رخص القيادة وهم يرتدون أقنعة تغطي رؤوسهم ووجوههم.
الآن يمكن أن يقشعر شعر الكثير من المسلمات؛ لأنَّهن يرتدين النقاب أو الحجاب بفخر واعتزاز...
نعماني: لقد عرض تفسير الإسلام المتزمِّت ارتداء النقاب والحجاب على أنَّه اختيار حرّ. والشابات الأمريكيات يعتقدن أنَّهن قويات ومستقلات عندما يقمن بتغطية شعورهن أو وجوههن. وفي هذا الصدد يتم تجاهل أنَّ الأمر هنا يتعلَّق بجنسنة المرأة ووصفها بالخبث والشيطنة، لأنَّها مثلما يقال تحرف الرجال عن الطريق الصحيح.
سمعت عدة مرات من نساء مسلمات أنَّ للحجاب وظيفة مثل الوقاية من تحرشات الرجال الجنسية...
نعماني: أظهرت في مصر دراسة قام بإجرائها مركز حقوق
المرأة في عام 2008 أنَّ النساء اللواتي يرتدين الزي الإسلامي يتعرَّضن
أكثر من غيرهن لتحرشات جنسية. وقد عانيت من ذلك بنفسي ذات مرة، عندما كنت
في شمال الهند، في واحدة من المناطق الإسلامية الأكثر محافظة. وحجابي لم
يحميني من التعرّض لتحرشات جنسية. وأمَّا أنَّ الحجاب يحمي المرأة فهذه
خرافة يتم ترويجها، والنساء ينخدعن بها.
الطنطاوي يقول إنَّ النقاب يعتبر مجرَّد تقليد ولا علاقة له بالإسلام. إذن كيف وصل النقاب إلى الإسلام؟
نعماني: سأطرح لك مثالاً يبيِّن كيف يتم ذلك. إذ توجد ترجمات للقرآن من المملكة العربية السعودية، تمت فيها ببساطة إضافة فقرات حول النقاب، من أجل الترويج له على أنَّه شيء إسلامي. ولا تختلف الحال مع الحجاب؛ إذ يتم أيضًا فرضه، على الرغم من أنَّ كلَّ ذلك لا يُبنى إلاَّ على تفسير.
ماذا يقول القرآن عن الملابس النسائية؟ فهل توجد أحكام للمرأة، تحدِّد ما يجب عليها ارتداؤه؟
نعماني: لا توجد أحكام تأمر بأنَّ عليها أن تغطي وجهها أو شعرها. ولا يوجد أي ذكر لارتداء شال أو منديل للرأس أو حجاب، ولا شيء عن تحديد اللون، سواء كان وردي أم أسود. وكذلك أيضًا لا يوجد أي نصّ يفرض على المرأة تغطية يديها ولا يسمح لها سوى بإظهار العينين. وكلّ هذه القواعد من صنع الرجال. وطبقًا للتفسير الذي أعتبره صحيحًا، يجب على المرأة فقط أن تكون رزينة في اختيار ملابسها.
تقولين إنَّ كلَّ شيء مختلف في طبعة القرآن الصادرة من المملكة العربية السعودية - هذا البلد الذي قاد في العقد الماضي حملة دعوة من خلال المساجد في جميع أنحاء العالم...
نعماني: أجل، وهذا يفزعني كثيرًا كوني مسلمة. فحكومة المملكة العربية السعودية استطاعت تقريبًا من دون رقابة أن تدعو إلى الإسلام على مستوى دولي وبشكل متزمِّت ومقدَّس وأحادي. والمملكة العربية السعودية تصدر كونها أرض الحرمين الشريفين ترجمات للقرآن وتوزِّعها على ملايين من الحجاج الذين يأتون إلى مكة. وهذه الترجمات ذات نزعة عنصرية جنسية كما أنَّها متعصِّبة.
وأنا أحصل مرارًا وتكرارًا على ترجمات للقرآن تقول إنَّه يجب عليّ أَلاَّ أتصادق مع أي يهودي أو مسيحي ويجب عليّ أن أغطي وجهي، ما عدا عين واحدة يجوز أن تبقى ظاهرة. وهناك طريق آخر يمر عبر المساجد التي تم تأسيسها في جميع أنحاء العالم.
المملكة العربية السعودية مسؤولة إذن عن نشر الإسلام المتزمِّت. فهل يمكن القول تقريبًا إنَّ هذه تجارة مربحة، إذا فكَّرنا بالحرب على الإرهاب وبارتفاع أسعار النفط التي تجعل المملكة العربية السعودية غنية أكثر بكثير من ذي قبل...
نعماني: من الممكن قول ذلك من دون شكّ. ونحن لا نحمِّل الحكومة السعودية المسؤولية عن تورّطها في إنتاج هذه العقيدة الخطرة التي تم في البدء تصديرها إلى باكستان التي تعدّ الآن جنة بالنسبة للمقاتلين الإسلامويين. وبعد ذلك تم تأسيس جماعات تنوب عن الوهابيين في جميع أنحاء العالم. وأنا لا أتحدَّث الآن عن أي قرى في باكستان، بل عن وطني ومدينتي مورغان تاون في غرب فيرجينيا.
كيف يتم ذلك؟
نعماني: هم يستولون على المساجد ويدرِّسون فيها عقيدة وهابية وسلفية، ويتحتَّم على بقية رواد المسجد المشاركة معهم. وهذا يجري بشكل جيد للغاية. وثم يطلق الرجال لحاهم بطول معيَّن، وإذا لم يفعلوا ذلك لا يعتبرون مسلمين حقيقيين. والنساء يرتدين الحجاب.
ولكن يجب هنا بالتأكيد أن تكون لديهم حاجة لذلك. فمن المحتمل أنَّ الدعاية وحدها غير كافية. فهل يتعلَّق الأمر هنا بشعور الانتماء، أو بالموضة، أو بالرغبة في الظهور بمظهر هادئ جميل؟
نعماني: توجد أيضًا وبطبيعة الحال حاجة لذلك. فالمرء يعتبر هادئًا وجميلاً عندما يلتزم بدينه الذي يقع بعيدًا عن التفسيرات الغربية. وهكذا يمكن للشابات أن يفكِّرن أنَّهن يعتبرن ثائرات متمرِّدات، عندما يرتدين الحجاب.
هل هذه أزياء حركة احتجاج على مستوى واسع؟
الطنطاوي يقول إنَّ النقاب يعتبر مجرَّد تقليد ولا علاقة له بالإسلام. إذن كيف وصل النقاب إلى الإسلام؟
نعماني: سأطرح لك مثالاً يبيِّن كيف يتم ذلك. إذ توجد ترجمات للقرآن من المملكة العربية السعودية، تمت فيها ببساطة إضافة فقرات حول النقاب، من أجل الترويج له على أنَّه شيء إسلامي. ولا تختلف الحال مع الحجاب؛ إذ يتم أيضًا فرضه، على الرغم من أنَّ كلَّ ذلك لا يُبنى إلاَّ على تفسير.
ماذا يقول القرآن عن الملابس النسائية؟ فهل توجد أحكام للمرأة، تحدِّد ما يجب عليها ارتداؤه؟
نعماني: لا توجد أحكام تأمر بأنَّ عليها أن تغطي وجهها أو شعرها. ولا يوجد أي ذكر لارتداء شال أو منديل للرأس أو حجاب، ولا شيء عن تحديد اللون، سواء كان وردي أم أسود. وكذلك أيضًا لا يوجد أي نصّ يفرض على المرأة تغطية يديها ولا يسمح لها سوى بإظهار العينين. وكلّ هذه القواعد من صنع الرجال. وطبقًا للتفسير الذي أعتبره صحيحًا، يجب على المرأة فقط أن تكون رزينة في اختيار ملابسها.
تقولين إنَّ كلَّ شيء مختلف في طبعة القرآن الصادرة من المملكة العربية السعودية - هذا البلد الذي قاد في العقد الماضي حملة دعوة من خلال المساجد في جميع أنحاء العالم...
نعماني: أجل، وهذا يفزعني كثيرًا كوني مسلمة. فحكومة المملكة العربية السعودية استطاعت تقريبًا من دون رقابة أن تدعو إلى الإسلام على مستوى دولي وبشكل متزمِّت ومقدَّس وأحادي. والمملكة العربية السعودية تصدر كونها أرض الحرمين الشريفين ترجمات للقرآن وتوزِّعها على ملايين من الحجاج الذين يأتون إلى مكة. وهذه الترجمات ذات نزعة عنصرية جنسية كما أنَّها متعصِّبة.
وأنا أحصل مرارًا وتكرارًا على ترجمات للقرآن تقول إنَّه يجب عليّ أَلاَّ أتصادق مع أي يهودي أو مسيحي ويجب عليّ أن أغطي وجهي، ما عدا عين واحدة يجوز أن تبقى ظاهرة. وهناك طريق آخر يمر عبر المساجد التي تم تأسيسها في جميع أنحاء العالم.
المملكة العربية السعودية مسؤولة إذن عن نشر الإسلام المتزمِّت. فهل يمكن القول تقريبًا إنَّ هذه تجارة مربحة، إذا فكَّرنا بالحرب على الإرهاب وبارتفاع أسعار النفط التي تجعل المملكة العربية السعودية غنية أكثر بكثير من ذي قبل...
نعماني: من الممكن قول ذلك من دون شكّ. ونحن لا نحمِّل الحكومة السعودية المسؤولية عن تورّطها في إنتاج هذه العقيدة الخطرة التي تم في البدء تصديرها إلى باكستان التي تعدّ الآن جنة بالنسبة للمقاتلين الإسلامويين. وبعد ذلك تم تأسيس جماعات تنوب عن الوهابيين في جميع أنحاء العالم. وأنا لا أتحدَّث الآن عن أي قرى في باكستان، بل عن وطني ومدينتي مورغان تاون في غرب فيرجينيا.
كيف يتم ذلك؟
نعماني: هم يستولون على المساجد ويدرِّسون فيها عقيدة وهابية وسلفية، ويتحتَّم على بقية رواد المسجد المشاركة معهم. وهذا يجري بشكل جيد للغاية. وثم يطلق الرجال لحاهم بطول معيَّن، وإذا لم يفعلوا ذلك لا يعتبرون مسلمين حقيقيين. والنساء يرتدين الحجاب.
ولكن يجب هنا بالتأكيد أن تكون لديهم حاجة لذلك. فمن المحتمل أنَّ الدعاية وحدها غير كافية. فهل يتعلَّق الأمر هنا بشعور الانتماء، أو بالموضة، أو بالرغبة في الظهور بمظهر هادئ جميل؟
نعماني: توجد أيضًا وبطبيعة الحال حاجة لذلك. فالمرء يعتبر هادئًا وجميلاً عندما يلتزم بدينه الذي يقع بعيدًا عن التفسيرات الغربية. وهكذا يمكن للشابات أن يفكِّرن أنَّهن يعتبرن ثائرات متمرِّدات، عندما يرتدين الحجاب.
هل هذه أزياء حركة احتجاج على مستوى واسع؟
نعماني: أعتقد أنَّ الدين هنا يعتبر صناعة سلع
استهلاكية. فترويج الأفكار المحافظة وكذلك الليبرالية داخل الإسلام يعدّ
عملاً تجاريًا. وفي هذا المجال توجد صناعة أزياء؛ عباءة عربية تقليدية تباع
في متجر للملابس في دول الخليج بعشرة آلاف دولار أمريكي، وشراء ملابس
الإحرام (الحج) أو المايوه الإسلامي على شبكة الإنترنت.
وعلى الجانب الليبرالي يحدث ذلك على سبيل المثال من خلال تيشرتات وعبارات مطبوعة مثل: "هكذا يبدو المسلم المتطرِّف". وأنا أندهش باستمرار من طريقة بيع شيء ما على أنَّه منتج إسلامي. وحاليًا يتم تسويق الموسيقى الإسلامية. وأكثر شيء مضحك مما شاهدته مؤخرًا كان ملابس داخلية إسلامية؛ لباس داخلي نسائي كتب على ظهره "بسم الله".
لكلِّ شيء نهاية سواء كان الأمر يتعلق بحركة أم بأزياء. فإلى متى سيستمر ذلك؟
نعماني: أعتقد أنَّ ظهور الإسلام بهذا الشكل الذي يريد إجبار النساء على ارتداء النقاب أو الحجاب، سوف ينتهي بعد عشرين عامًا. ومحمد سيد طنطاوي الذي قال بشكل غير مباشر إنَّ هذا يكفي الآن، يعتبر أول المبادرين. وهذا اتِّجاه جيِّد.
هل يجب إذن على النساء المسلمات أن يبقين يعانين حتى ذلك الحين؟
نعماني: من دون شكّ سوف يعانين بعض الوقت. ولكن لا بدّ من التأكيد أيضًا على أنَّ النساء لسن الوحيدات اللواتي يعانين، بل إنَّ الرجال أيضًا متضرِّرون من ذلك. ولدى حركة طالبان كان يجب أن يكون لديهم مظهر معيَّن وفكر وسلوك محدَّدين، وإذا لم يكونوا كذلك لا يعتبرون مسلمين حقيقيين. وآليات السيطرة لا تتوقَّف عند حدود المرأة، بل تتَّسع أكثر وأكثر.
لقد تم لدى حركة طالبان إبعاد النساء خطوة تلو الأخرى عن الحياة العامة. وفي النهاية بلغت السيطرة الدينية أوجها في تفجير تماثيل بوذا. هل تعتقدين أنَّ الطنطاوي قد فكَّر في ذلك؟
نعماني: أعتقد أنَّه قد أدرك ذلك. وهنا لا يتعلَّق الأمر فقط بحجاب النساء. ففي وقت ما من الممكن أن يصبح الطنطاوي مستهدفًا شخصيًا، لأنَّه لا يتبنى تفسيرهم المتزمِّت للإسلام. وهذا لا يشكِّل فقط تهديدًا للنساء، بل بالنسبة لنا جميعًا.
وعلى الجانب الليبرالي يحدث ذلك على سبيل المثال من خلال تيشرتات وعبارات مطبوعة مثل: "هكذا يبدو المسلم المتطرِّف". وأنا أندهش باستمرار من طريقة بيع شيء ما على أنَّه منتج إسلامي. وحاليًا يتم تسويق الموسيقى الإسلامية. وأكثر شيء مضحك مما شاهدته مؤخرًا كان ملابس داخلية إسلامية؛ لباس داخلي نسائي كتب على ظهره "بسم الله".
لكلِّ شيء نهاية سواء كان الأمر يتعلق بحركة أم بأزياء. فإلى متى سيستمر ذلك؟
نعماني: أعتقد أنَّ ظهور الإسلام بهذا الشكل الذي يريد إجبار النساء على ارتداء النقاب أو الحجاب، سوف ينتهي بعد عشرين عامًا. ومحمد سيد طنطاوي الذي قال بشكل غير مباشر إنَّ هذا يكفي الآن، يعتبر أول المبادرين. وهذا اتِّجاه جيِّد.
هل يجب إذن على النساء المسلمات أن يبقين يعانين حتى ذلك الحين؟
نعماني: من دون شكّ سوف يعانين بعض الوقت. ولكن لا بدّ من التأكيد أيضًا على أنَّ النساء لسن الوحيدات اللواتي يعانين، بل إنَّ الرجال أيضًا متضرِّرون من ذلك. ولدى حركة طالبان كان يجب أن يكون لديهم مظهر معيَّن وفكر وسلوك محدَّدين، وإذا لم يكونوا كذلك لا يعتبرون مسلمين حقيقيين. وآليات السيطرة لا تتوقَّف عند حدود المرأة، بل تتَّسع أكثر وأكثر.
لقد تم لدى حركة طالبان إبعاد النساء خطوة تلو الأخرى عن الحياة العامة. وفي النهاية بلغت السيطرة الدينية أوجها في تفجير تماثيل بوذا. هل تعتقدين أنَّ الطنطاوي قد فكَّر في ذلك؟
نعماني: أعتقد أنَّه قد أدرك ذلك. وهنا لا يتعلَّق الأمر فقط بحجاب النساء. ففي وقت ما من الممكن أن يصبح الطنطاوي مستهدفًا شخصيًا، لأنَّه لا يتبنى تفسيرهم المتزمِّت للإسلام. وهذا لا يشكِّل فقط تهديدًا للنساء، بل بالنسبة لنا جميعًا.
منقول من موقع قنطرة اون لاين نشر بتاريخ 27 نوفمبر 2009 -
أجرى الحوار ألفريد هاكنسبيرغر
ترجمة: رائد الباش